الكورتيزون هو أحد الهورمونات الطبيعية التي تفرزها الغدَّة الكظرية (فوق الكلويَّة) في جسم الإنسان. ويعرف عن هذه المادة أنَّها تُشكّل علاجاً ناجعاً للعديد من الأمراض، وتحديداً الأمراض الجلدية.
وقد انتشر، في الآونة الأخيرة، استخدام الكورتيزون كأحد العلاجات الجمالية لتحفيز نمو الشعر، وللشعر الخفيف أيضاً.
توضح الدكتورة إيمان فوزي، اختصاصية الجلد والتجميل، لتطلع القراء على فوائد الكورتيزون واستخداماته، فقالت:
يستخدم الكورتيزون، سواء الموضعي منه أو الذي يؤخذ فموياً على شكل اقراص، في علاج العديد من الأمراض الجلدية والتجميلية، منها:
_ معظم الالتهابات الجلديَّة التي يصاحبها احمرار مثل الأكزيما.
_ تساقط الشعر في منطقة معيَّنة، دائرية الشكل، على مستوى الرأس، مثل الثعلبة.
_ الصدفيَّة، وهو مرض جلدي مزمن يظهر على شكل قشور فضيَّة اللون.
_ البهاق، وهو مرض نقص الصبغة الجلدية.
_ الحساسية والحكَّة الجلدية.
_ الذئبة الحمراء، وهو مرض جلدي مزمن.
_ الأكزيما التأتبية، وهو نوع يصيب الأطفال في الأغلب.
_ التخفيف من الندوب الناتجة عن الجروح، عبر حقن موضعية من الكورتيزون.
أشكال الكورتيزون…
وأشارت الدكتورة إيمان فوزي إلى طرق أشكال الكورتيزون المستخدم في العلاجات الطبية، وهي:
_ الأدوية المختلفة الأشكال، التي تتوفر على شكل أقراص فموية، أو حقن.
_ المراهم التي تستعمل كعلاج موضعي، وبخاخات الصدر، والأنف. ويختلف تركيز الكورتيزون وقوته فيها تبعاً للحالة المرضية.
واعتبرت أنه يفضّل استخدام الكورتيزون على شكل بخاخات، أو كريمات موضعيَّة للعين وللجلد، لأنَّ الجسم يمتصّ في هذه الحال كمية قليلة من تلك المتناولة عن طريق البلع، ما يقلّل من آثاره الجانبية السلبية.
فوائد الكورتيزون..
ولخّصت الدكتورة إيمان فوزي فوائد الكورتيزون في الآتي:
_ قوة تأثير في علاج الأمراض الجلدية.
_ سرعة الفعالية والتأثير في الالتهابات الجلدية.
_ القضاء على الحكة وحساسيَّة الجلد، والتخفيف من الألم.
_ التخلّص من بعض الطبقات الجلدية غير المرغوب فيها.
_ أسعاره المنطقية وتوفره الدائم في الأسواق.
_علاج أمراض فروة الرأس والشعر، لا سيما الثعلبة وتساقط الشعر، التي تتطلب في بعض الحالات إجراء حقن في فروة الرأس، لمدة تتراوح بين 3-6 أسابيع، ثم يبدأ الشعر بالنمو من جديد، بعد 3 أشهر من العلاج.
الكورتيزون بين الإيجابية والسلبية
وتقول الدكتورة إيمان فوزي إنَّ لأدوية الكورتيزون آثاراً علاجية ممتازة، لكن لها آثاراً جانبية قد تكون خطيرة أحياناً، إن لم يلتزم المريض بتعليمات الطبيب المعالج، لا سيما في العلاجات الطويلة، فيؤدي ذلك إلى:
_ تعطيل الغدة جار الكلوية المسؤولة عن إفراز الكورتيزون الطبيعي، التي قد تحتاج لوقت طويل لتعود إلى عملها الطبيعي.
_ ارتفاع مستوى السكر في الدم وضغط العين.
_ زيادة التعرُّض للأمراض نتيجة انخفاض مستوى المناعة.
_ تجمُّع الدهون بين الرقبة والأكتاف.
_ خفض مناعة الجسم، مما يبطئ التئام الجروح وإصابتها بالالتهابات البكتيرية.
_ ضعف في طبقة الجلد وظهور الشعيرات الدمويَّة، الحمراء والبيضاء، والمساعدة على نمو جراثيم ضارة كالفطريات.
_ هشاشة العظام، الاكتئاب، زيادة الوزن، آلام في العضلات، زيادة العطش والتبول، زيادة في حبِّ الشباب.
_ تجمُّع السوائل في الجسم وتورّم القدمين.
_ احمرار الجلد عند استخدام الكورتيزون الموضعي.
محاذير عند استخدام الكورتيزون
وتقدّم الدكتورة إيمان فوزي بعض الإرشادات عند تعاطي الكورتيزون:
_الحذر من تعاطي الكورتيزون بجرعات عالية لأكثر من ثلاثة أسابيع، ولأكثر من ثلاثة أشهر.
_ ضرورة الثبّت من أنَّ تشخيص الحال المرضية صحيح، قبل المباشرة في العلاج.
_ عدم استخدام الكورتيزون من دون استشارة طبيب.
_ الحذر من استعمال كريمات الكورتيزون لتبييض البشرة، لأنَّ ذلك قد يسبّب ضمور الجلد. كما أنَّ الاستعمال المفرط قد يؤدي إلى سرطان الجلد إلى جانب أعراض جانبية أخرى.
_ تجنُّب حقن الكورتيزون لتصغير الأنف، لأنه يتسبب في ضمور الغضروف، الذي يتطلب عمليات جراحيَّة لإصلاحه في بعض الحالات.
_ عدم إيقاف العلاج من دون استشارة الطبيب. ولا بدّ من تقليل جرعة الكورتيزون المستخدمة تدريجياً حتى يعود الجسم إلى إفراز الكورتيزون طبيعياً.