استضافت العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة 30/11 – 11/12/2015 أعمال الدورة الحادية والعشرين لـ’مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ’، والدورة الحادية عشرة لـ’اجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو’ ومع أزدياد وعي المجتمع الدولي بمخاطر الانبعاث الحراري والتغير المناخي فإنه من المأمول بأن تحقق القمة أهداف رئيسة، من بينها الاتفاق على إستراتيجية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، مساعدة البلدان المتضررة من التغير المناخي على التكيف مع آثاره ومواجهتها.
وقد دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام قمة باريس حول المناخ، الى ضرورة الغابات والمحيطات والشواطئ والموارد الطبيعية لأطفال الغد مؤكدا بان المغرب يسعى للعمل للحصول على ما نسبته 52 بالمائة من الطاقات المتجددة لسد الاحتياجات الوطنية بحلول سنة 2030. وتاكيدا بأن الاستراتيجية التي أطلقتها المملكة المغربية منذ اكثر من نصف قرن بدءا بالموارد المائية، بإعتبارها خيارا رائدا يعكس بعد النظر، الذي نهجه الملك الراحل الحسن الثاني -رحمه الله-منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، وهو ما مكن المملكة المغربية بأن تصل فيها عدد السدود الكبرى المصنفة الى 140 سدا ، حيث تم إنشاء ثلثها تقريبا خلال الخمسة عشرة سنة الماضية،و أصبح المغرب قادرا على مواجهة آثار الجفاف .
كما ان اهتمام المملكة المغربية يبرز أيضا في تطوير شبكة الأحواض النهرية التي تمكن من ضمان تدفق المياه عبر قنوات تحافظ على استقرار الأنظمة البيئية.وكذلك اعتماد سياسة للمحافظة على الثروة السمكية في مجال الصيد البحري.
إضافة إلى أن للمغرب برامج متميزة في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة ، وذلك من خلال مجموعة من الاصلاحات الدستورية والتشريعية مثل الميثاق الوطني للبيئة، ومخطط المغرب الأخضر، ومخطط الاستثمار الأخضر، ومنع المواد المعدلة جينيا، وقانون النفايات البلاستيكية.
كما أن هذه المعطيات جعلت المغرب يتقدم بترشيحه لاستضافة المؤتمر 22 حول التغيرات المناخية، في مدينة مراكش، في العام المقبل، مؤتمر يراهن
عليه المغرب كثيرا ﻻبراز دوره المحوري والهام على الساحة الدولية كأرض احتضنت اهم واكبر القمم والمؤتمرات، مؤتمرات ميزت المملكة كمحطة ﻻشعاع قيم السﻻم والتعايش بين مختلف الحضارات.