جريدة الحقيقة الإلكترونية
أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد البروفيسور د.فؤاد العلي، أن وزارة الصحة وفرت أحدث ما توصل إليه العلم فيما يخص أدوية علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي»، مبينا أن نسبة نجاح هذه الأدوية تفوق الـ 90%، وفي الحالات المكتشفة مبكرا تصل نسبة النجاح فيها إلى 100%، مؤكدا أن هذه العلاجات تعتبر نقلة كبيرة في علاج أمراض الكبد.
جاء ذلك في تصريح له على هامش فعاليات مؤتمر الكبد الفيروسي، الذي أقيم مساء أمس بقاعة دسمان في فندق راديسون بلو، مبينا أنه إذا تم اكتشاف الفيروس قبل أن يتحول إلى تليف فإن نسبة الشفاء تتفاوت ما بين 99 إلى 100%، أما الحالات التي وصلت إلى مرحلة التليف فإن النجاح يصل إلى 90%، لافتا إلى أن فترة العلاج في معظم المرضى تكون 3 أشهر، مضيفا: نسبة الاصابة بهذا الفيروس في الكويت ليست بالكبيرة، ووفقا للإحصاءات فإنها تتراوح ما بين 0.05% إلى 0.08% على مستوى الكويتيين، بينما تزداد بنسبة بسيطة بين غير الكويتيين.
وحول طرق انتقال المرض قال العلي: يمكن ان ينتقل الفيروس عن طريق الادوات الطبية الملوثة، مثل طبيب الاسنان أو نتيجة عمل منظار مثلا، ولكن حاليا في الكويت هذا غير موجود، لان هناك مستوى عالي جدا من الرقابة على التعقيم، كما يمكن أن ينتقل الفيروس للأشخاص الذين تم نقل دم لهم قبل عام 1992، وذلك لان قبل هذا الوقت لم يكن هذا الفيروس معروفا، وبالتالي لم يكن هناك فحص للدم لهذا الفيروس، فكان 10% تقريبا ممن ينقل لهم الدم يصابون بالفيروس، ناصحا من تم نقل دم لهم قبل هذا التاريخ بمراجعة الطبيب واجراء فحوصات لان هذا مرض صامت، كما يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الوريد عند من يتعاطون المخدرات.
وأشار إلى أن نسبة انتقال الفيروس عن طريق العلاقة الزوجية نادرة ولا تتجاوز 2%، أما فيما يخص الاطفال المولودين لأمهات مصابات بالفيروس ومرض الايدز معا فإن احتمال انتقال الاصابة للطفل تعد نادرة ولا تتجاوز 2% أيضا، مضيفا: وننصح بإجراء فحص للأطفال المولدين لأمهات مصابات بالفيروس بعد سن 18 شهر.
وذكر العلي أن فترة حضانة المرض تتراوح ما بين من اسبوعين إلى 6 اسابيع من وقت الاصابة إلى حدوث الاعراض، مبينا أن 20% فقط من المرضى هم من يشعرون بالأعراض اما البقية لا تظهر علىهم إلا بعد الاصابة بالتليف، لافتا إلى أن ذلك قد يستغرق ما بين 15 إلى 20 عاما، مضيفا: ولذلك لا ننصح الاشخاص ممن لديهم شك في الاصابة بالانتظار، فإذا تلقي الشخص دم أو أجري عمليات في بلدان العالم الثالث أو استعمل المخدرات، ننصحه بأن يجري الفحوصات.
من جانبه كشف أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى مبارك الكبير د. معتز فتحي، عن تشكيل «نادي الكويت لأمراض الكبد»، مبينا أنها فكرة جديدة أول مرة ظهرت في شهر سبتمبر الماضي، وأن الفكرة تعتمد على جمع كل أطباء الكبد والخبراء في الكويت، لتوحيد طريقة علاج المرضي وطريقة الفحوصات التي تجرى لهم، بحيث أن الطريقة تكون موحدة مع المريض المراجع لمستشفى العدان أو مبارك الكبير أو الجهراء أو غيرهم.
وأوضح أن هناك توصيات عالمية من الجمعيات الاوروبية في هذا الأمر يتبعها أطباء الكبد، إلا ان فكرة النادي تسعى لاستعراض هذه التوصيات بالإضافة إلى خبرات الأطباء ودراساتهم، والخروج منها بتوصيات تخص المريض في الكويت، وتتماشي مع سياسة وزارة الصحة في التعامل مع مريض الكبد في الكويت.
ولفت فتحي إلى أن النادي يهتم حاليا بفيروس «سي» وذلك بسبب الثورة العلمية الحادثة فيما يخص علاجاته، موضحا أنه بعد ذلك سيتم التطرق لبقية أمراض الكبد، مضيفا: وسنسعى لتشجيع بقية زملاءنا في أمراض الجهاز الهضمي لنجتمع ونضع استرشادات لتوحيد التعامل مع المريض في الكويت أيضا.
وعن مدة علاج فيروس «سي» مع الأدوية الجديدة، أوضح أن فترة العلاج في الاغلب تكون 3 اشهر، وبعض المرضى يحتاجون إلى 6 أشهر، موضحا أنه بعد انتهاء العلاج يتم الانتظار لـ 3 أشهر وبعدها تجري الفحوصات، وإذا كانت النتائج سلبيه يعلن ان المريض قد شفي، مؤكدا أن فيروس سي هو مرض قابل للشفاء وليس فقط للعلاج، موضحا ان الشفاء من الفيروس لا يقضي على الاجسام المضادة، ولكنها تظل موجودة بالجسم مثل أي اجسام مضادة أحري وهي غير مؤذية.
