يسعى عمالقة الذكاء الاصطناعي الموجه للعامة إلى تقديم أدوات مساعدة مبتكرة لا تقتصر على خدمات المحادثة، مع تطوير متصفحات للإنترنت لجعلها تتمحور حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما الحال مع متصفح «أطلس» الجديد من «أوبن إيه آي»، لزعزعة هيمنة غوغل في المجال. ويقول رئيس شركة «فيتشوروم غروب» دانيال نيومان إن «الخط الأمامي» في مجال الذكاء الاصطناعي حاليا يتركز على «المتصفح والهاتف، لأنهما المنصتان اللتان نعرفهما جميعا» وتتركز فيهما معظم الاستخدامات الإلكترونية اليومية.
وبعد أن كانت تعمل بصورة مستقلة، ربطت أدوات المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي» سريعا بالإنترنت، لكنها لا تسمح بالتنقل بين المواقع والصفحات على غرار المتصفحات التقليدية مثل «كروم» التابع لـ «غوغل» و«إيدج» من «مايكروسوفت» و«سفاري» لشركة «آبل» و«فايرفوكس» من «موزيلا».
وضمت «أوبن إيه آي» الثلاثاء متصفحها «أطلس» إلى كوكبة المتصفحات الأكثر تطورا مثل «كوميت» من «بربليكسيتي» وأحدث نسخة من «إيدج» المدعمة ببرنامج الذكاء الاصطناعي «كوبايلوت» وبرنامجي «ديا» و«نيون». ويجمع البرنامج الجديد بين خصائص روبوت الدردشة وخدمات التصفح الإلكتروني.
وفي مواجهة منافسة شرسة من نوع جديد، لم تقدم غوغل مع متصفحها الشهير «كروم» الذي لا يزال يهيمن على أكثر من 70% من سوق المتصفحات وفق شركة التحليلات «ستاتكاونتر»، ميزات تضاهي تلك المقدمة لدى منافسيهما.
مع ذلك، يرى دانيال نيومان أن غوغل ستخسر بضع نقاط فقط من حصتها السوقية «في هذه المرحلة، لأن مستخدمي الإنترنت اعتادوا على استخدام كروم». لكن بالنسبة لتوماس ثيل، الشريك في شركة الاستشارات آرثر دي ليتل، فإن «أوبن إيه آي» تتمتع بميزة جلب سجل المحادثات من تشات جي بي تي إلى متصفحها، ما «يقدم مزيدا من المؤشرات إلى الأشخاص وأذواقهم وتطلعاتهم، أكثر من أي وقت مضى».
ويقول: «ربما نشهد ولادة غوغل جديدة»، مضيفا: «من خلال التحكم بهذه الواجهة (المتصفح)، يمكن تحديد استراتيجية لواجهة الذكاء الاصطناعي المستقبلية».
وقد يكون المتصفح مجرد خطوة في تطور العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي التوليدي.
جريدة الحقيقة الإلكترونية
