الرئيسية / كتاب وآراء / شهيدة حقوق المرأة بقلم المحامي / مفرج عادل الهلبان

شهيدة حقوق المرأة بقلم المحامي / مفرج عادل الهلبان

– للأسف الشديد الكثير منا لا يعرف هذه السيد العظيمة ، المرأة التي دفعت وتحملت الكثير من أجل الدفاع عن حقوق أخواتها النساء ، وقبل نهاية المطاف بذلت أقصى ما يمكن للإنسان بذله ، وهبت هذه السيدة الشريفة روحها دفاعاً عن حقوق المظلومين وخاصة النساء منهم.
– يا ترى من هي هذه المرأة العظيمة التي نسيت في طيات التاريخ ولا نكاد نسمع عنها أي ذكر ؟!
– هي السيدة ماري كوزي فرنسية الجنسية ، كرست حياتها وجعلت الدفاع عن المظلومين هو عملها الدوؤب دون أن تصاب بكلل أو ملل ، في عام 1789 إشتعلت الثورة الفرنسية التي كان وقودها الظلم والحرمان الذي اصاب الشعب جراء سلطة الكنيسة والملك الذين حكموا كل ما تحت السماء بالحديد والنار.
– وفي تلك الأثناء قامت الثورة الفرنسية بتصدير أكثر من إعلان يتعلق بالحقوق والواجبات في دولة ديمقراطية يسود فيها قانون الشعب ، صدرت الثورة إعلانها الأول المسمى إعلان حقوق الإنسان والمواطن في عام 1789 ، ولكن كانت المفاجأة أن هذا الإعلان لم يتطرق لحقوق المرأة أو العبيد ، كان الحق المصون هو حق الرجل فقط ، حيث نصت المادة الأولى من الإعلان [يولد الرجل حراً] ، وفي حقيقة الأمر أن بعض المصادر العربية التي ترجمت مواد هذه الوثيقة أ و الإعلان أخطأت بالنقل أو تعمدت الدليس وإخفاء الحقائق لمأرب أخرى ، حيث ترجمت المصادر العربية المادة الأولى من الإعلان [يولد الإنسان حراً] وهناك فرق كبير بين كلمة الإنسان والرجل فكلمة الإنسان تشمل الذكر والأنثى العبد والحر ، أمام كلمة الرجل فتعني الرجل فقط.
– وعندما ثارت السيد ماري وحق لها أن تثور على هذا الإعلان الذي لم يتطرق لحقوق النساء البته ، قامت بكتابة 17 بنداً يتعلق بحقوق المرأة وطالبة أن يتم إضافة هذه البنود إلى إعلان الثورة ، وهنا قامت القيامة على هذه السيدة العظيمة ، لفق الثوار تهمة معلبة للسيدة ماري بأنها تقوم بدعم مؤيدين الملكية ، وفي محاكمة صورية كان الحكم فيها صادراً قبل أن تبدأ وقع قرار الإعدام ، ونفاذاً لهذا القضاء الفاجر سيقت السيدة ماري إلى ساحة كونكورد في باريس حيث كانت المقصلة في إنتظارها.
– وفي اليوم الثالث من نوفمبر عام 1793 قصلت السيدة ماري وتدحرج رأسها الشامخ بين أرجل ظالميها رجال السوء ، يال سخرية القدر!!.
– وبأي ذنب قتلت ! قتلت لأنها كانت تصدع بالحق وتطالب بالعدل والمساواة بين الناس ورفع الظلم عن النساء المضطهدين ، بهذا الذنب قتلت.
– وفي الختام أود أن يظل أسم هذه السيدة العظيمة وما فعلت من أجل الإنسان والإنسانية خالداً في أذهاننا جميعاً وخاصة النساء ، تضحيات السيدة ماري لم تذهب في مهب الريح بل ساعدت في رفع بعض الظلم عن الإنسان.

بقلم المحامي / مفرج عادل الهلبان

b4985ba7-e3ee-4e58-a3a5-9ca2d93a4b8a 14aa9a98-4db5-4f0a-8fc2-c3718c15a639

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*